الفكر الاعتزالي يهدف إلى تفريق الأمة وتمزيقها
6-11-2003 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
توجد في محيطنا جماعة يسمون أنفسهم (المعتزلة)، وقد تطور الأمر بهم إلى أنهم يصفون أهل السنة والجماعة ومن يخالفهم في الرأي بأنهم منافقون وأنهم بين منزلتين، وفي الحقيقة إنني ضقت ذرعا بهم وأحيانا أتصور بأنني سوف أضربهم أو أي تصرف آخر، فماذا تنصحوننا وكيف الرد عليهم؟ وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالمعتزلة: فرقة إسلامية نشأت في أواخر العصر الأموي وازدهرت في العصر العباسي، تأثرت بكتب الفلاسفة وآرائهم فقدمت المعقول على المنقول في فهم العقيدة، وابتلوا الناس بعقائدهم بقوة السلطان فضلوا وأضلوا ومن أسمائها: القدرية، والعدلية، والمقتصدة، والوعيدية....
قام مذهبهم على خمسة أصول: التوحيد، والعدل، والوعد والوعيد، والمنزلة بين المنزلتين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وقد فند علماء الإسلام آراءهم في عصرهم، فمنهم أبو الحسن الأشعري الذي كان منهم ثم خرج، ورد عليهم متبعاً أسلوبهم في الجدال والحوار، ثم الإمام أحمد الذي اكتوى بنار فتنتهم المتعلقة بخلق القرآن، ثم جاء شيخ الإسلام ابن تيمية فرد عليهم متتبعاً آراءهم في كتبه بعامة، وفي كتابه المحكم "درء تعارض العقل والنقل" بخاصة.
ويحاول بعض الكتاب والمفكرين المعاصرين إحياء هذا الفكر من جديد طمعاً في تفريق الأمة، وتشكيكها في أصولها، وتمكين أعدائها منها.
وهؤلاء أطلقوا عليها أسماء جديدة، مثل العقلانية أو التنوير أو التجديد أو التيار الديني المستنير أو المعاصرة.. وأخطر ما في هذا الفكر الاعتزالي، محاولة تغيير الأحكام الشرعية التي ورد فيها النص اليقيني من الكتاب والسنة، مثل عقوبة المرتد، وفرضية الجهاد، والحدود، والطلاق، والميراث، والحجاب....
ومن أشهر الكتب التي كشفت هؤلاء وردت عليهم أقوالهم وأفكارهم:
محمد عمارة في ميزان أهل السنة والجماعة، تأليف سليمان خراشي.
العصريون معتزلة اليوم، تأليف يوسف كمال.
العصرانيون، تأليف محمد الناصر.
المدرسة العقلية الحديثة وصلتها بالقديمة، تأليف د. ناصر العقل، مجلة كلية أصول الدين، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامي، العدد3، سنة 1400هـ
وننصح السائل بقراءة هذه الكتب للوقوف على أفكار هؤلاء ومعتقداتهم للتمكن من مناقشتهم والرد عليهم إن كان أهلاً لذلك، وإن لم يتمكن من ذلك فيسعه تمثل ما ورد عن ابن عمر رض الله عنه عندما نقل إليه عن القدرية قولهم: أن لا قدر وأن الأمر أنف. ، قال رضي الله عنه: أخبرهم أني بريء منهم، وأنهم مني براء. ، فأمثال هؤلاء ليس لهم دواء إلا الهجر حتى يتوبوا.
والله أعلم.