الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإخفاء الصدقات، وأعمال البر، لها فضلها بلا ريب، والأصل أنه أفضل من إظهارها، ولكن إن كان في إظهارها مصلحة شرعية، وأَمِنَ صاحبها على نفسه الرياء، فالأفضل إظهارها، كمن يرجو أن يكون قدوة لغيره في أعمال البر، والبذل في أوجه الخير، كما قال تعالى: إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ {البقرة:271}، وراجع في ذلك الفتويين: 26758، 253801.
ولذلك فإن السائل لم يصب في جزمه بكون من قام بذلك لو فعله لوجه الله لما قام بتصويره، ونشره!! فقد يريد بذلك حثّ الناس على المشاركة في الخير، وتشجيعهم على مثل هذا الفعل، والأمور بمقاصدها، والأعمال بالنيات، ولكل امرئ ما نوى.
والله أعلم.