الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنشكرك على إعجابك بموقعنا، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا عند حسن ظنك، وأن تنتفعي بما ننشر في هذا الموقع. وجزاك الله خيرًا على حرصك على معرفة أحكام دِينك، وخوفك من الوقوع فيما حرم الله تعالى.
ولا شك في أن هذا الشاب أجنبي عنك، فالمحادثة بينكما لا تجوز في رمضان، ولا في غير رمضان؛ فمثل هذه المحادثات باب للفتنة؛ ولذلك منع منها العلماء، وشددوا في المنع، كما سبق أن بينا في الفتوى: 21582.
فالواجب عليك التوبة من هذه العلاقة، والتوبة تمحو ما قبلها من آثار، قال تعالى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى {طه:82}.
ومجرد تعلق قلبك به لا حرج فيه؛ لأن الأمور القلبية ليس لصاحبها تحكم فيها، فمن عف نفسه، واجتنب الوقوع بسببها في محظور من قول، أو فعل، فلا إثم عليه، بل يرجى أن يؤجر على ذلك، وراجعي الفتوى: 4220، وهي عن الحب قبل الزواج.
وإن رجوت أن تكون له رغبة في الزواج منك، فنوصيك بسؤال من يعرفونه من الثقات، فإن أثنوا عليه خيرًا، وتبين أنه صاحب دِين وخُلُق، فاعرضي عليه أمر الزواج، وأن يتقدم لخطبتك، إن رغب في ذلك، فالمرأة يجوز لها شرعًا أن تعرض نفسها للزواج، كما هو موضح في الفتوى: 18430.
فإن أبدى رغبة فيك، وتقدم للزواج منك، فهذا هو المطلوب، فقد ثبت في الحديث الذي رواه ابن ماجه عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم نر للمتحابين مثل النكاح.
وإن رغب عنك، فلا تتبعيه نفسك، بل فارقيه، واقطعي كل علاقة لك به، ولا تأسفي عليه، فإنك لا تدرين أين الخير، فتوجّهي إلى الله عز وجل، وسليه أن يبدلك من هو خير منه، قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
ولمعرفة كيفية علاج العشق، راجعي الفتوى: 9360.
وننبه إلى أنه ينبغي الحذر من الزواج الذي يكون أساسه مجرد التعارف من خلال الإنترنت، ووسائل الاتصال، فالغالب أن يكون مصيره الفشل.
ولا يلزم من وجود علاقة عاطفية محرمة قبل الزواج أن لا يبارك الله فيه، إذا تحققت التوبة النصوح.
ولكن على وجه العموم: على المسلم أن يخشى من ذنوبه، فقد تكون سببًا في منعه من خير، أو إصابته بشرّ، قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشورى:30}، إلا أن هذا ليس بلازم، كما أسلفنا.
ويمكنك التواصل مع قسم الاستشارات في موقعنا.
والله أعلم.