الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن طلب العلم الشرعي، وحضور مجالسه من أفضل الأعمال، فعن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ... من سلك طريقا يلتمس فيه علما، سهل الله له به طريقا إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده. رواه مسلم.
وجاء في الصحيحين من حديث معاوية -رضي الله تعالى- عنه أنه كان يقول: سمعت النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَاللَّهُ يُعْطِي، وَلَنْ تَزَالَ هَذِهِ الأُمَّةُ قَائِمَةً عَلَى أَمْرِ اللَّهِ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ.
فاستمر في حضورك لدروس العلم، ولو كانت استفادتك منها محدودة، وبلغ ما علمت من ذلك الخير، وتأكد من صحة ما تبلغ، وانشره وانفع به أهلك وإخوانك، فذلك أعظم معروف تسديه لهم، فعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: بلغوا عني و لو آية. رواه البخاري.
ولا إثم عليك -إن شاء الله- في ما نسيته لعدم مذاكرتك مع أن إهمال العلم ونسيانه من أكبر الخسائر التي ينبغي للمسلم أن يبعد نفسه عنها.
وننصحك بالصبر، وعدم التعجل، وبذل الجهد في التعلم على قدر طاقتك، وأن تأخذ نفسك بالتدرج في ذلك بأن تختار كتابا يسيرا في الفقه؛ مثل كتاب الفقه الميسر ونحوه من الكتب السهلة المحببة للنفس، ككتب السيرة النبوية وغيرها، فتقرأها في بيتك، ومع أصدقائك من دون إطالة مملة حتى تعتاد القراءة في علوم الشرع، وتسهل عليك، ونوصيك بالصحبة الصالحة التي تعينك على طلب العلم ومذاكرته، وعليك بكثرة الدعاء والقراءة في سير علماء الأمة، وكيف نفع الله بهم، وأعلى ذكرهم لدفاعهم عن دينه، وتبليغهم له.
ولمزيدة فائدة ينظر الفتاوى التالية أرقامها: 56544، 57232، 51291 ، 135004.
والله أعلم.