سبب عدم رضا العبد عن نفسه وعمله

27-8-2019 | إسلام ويب

السؤال:
هل هناك إيمان يجعل الإنسان غير راضٍ عن نفسه، مهما قدّم من أعمال؟ وهل هناك إيمان يجعل الإنسان راضيًا عن نفسه، مهما قدم من أعمال؟ وما هي ماهية علاقة الإنسان مع الله: هل هي علاقة حب ورحمة، أم هي علاقة ثواب وعقاب -مجموعة أعمال نعملها لأخذ الثواب وإذا لم نعملها نعاقب-؟ وكيف يعيش الإنسان مع كل تقصيره تجاه الله؟ وهل ربنا يحبني على الرغم من المعاصي التي أعملها؟ فأنا شخص ذو خلق، ولم أؤذِ أحدًا عن قصد، ووعي كامل.

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فأما سؤالك الأول: فاعلم أن الإيمان من أهم أسباب الرضا، وحصول الطمأنينة في القلب، وانشراح الصدر، وحصول الحياة الطيبة.

وبقدر كمال الإيمان، تحصل للعبد الطمأنينة، والحياة الطيبة في الدنيا، كما قال تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً {النحل:97}، والعكس بالعكس، فحصول السخط على النفس، وعدم الرضا، منشؤه الإعراض عن طاعة الله تعالى، وعدم القيام بما أوجبه الله على عباده، كما قال تعالى: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا {طه:124}.

وقد لا يشعر العبد بالرضا عن نفسه؛ بسبب استشعاره التقصير في جنب الله تعالى، وأنه غير قائم بما أوجبه عليه على وجهه، وهذا شعور جيد إن بعث على المزيد من الاجتهاد في الطاعة، وإخلاص العمل لله سبحانه.

ثم إن العبد يعلم أنه لا يوفّي الله تعالى حقه، مهما بذل واجتهد، فيحصل له الرضا، والطمأنينة؛ بعلمه بسعة رحمة الله، وأنه شكور، يقبل القليل، ويثيب عليه الثواب الكثير، فهو يسيء الظن بنفسه، ويعلم أنها موضع التقصير والخلل، ويحسن الظن بربه، ويعلم أنه بر رحيم، وأن الفضل كله بيديه سبحانه.

وحين ينظر إلى صفات جمال الرب تعالى، وتفضله، وإنعامه، ويكثر الفكرة فيها؛ فإن ذلك يكسبه سكينة، ويزيده طمأنينة، ورضا، فهذا ملخص علاقة الإيمان بحصول الرضا، وطمأنينة القلب، وانشراح الصدر.

وأما ما بقي من أسئلتك، فأرسل كل واحد منها مستقلًّا؛ لتتسنى إجابتك عنه، كما هي سياسة الموقع.

والله أعلم.

www.islamweb.net