الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالأسباب هي: الوسائل لحصول المطلوب، قال في القاموس: والسبب الحبل وما يتوصل به إلى غيره. انتهى
ومسبباتها هي: النتائج الحاصلة عند الأخذ بها.
فالأكل سبب، والشبع الحاصل عن الأكل هو المسبب، أي النتيجة الحاصلة عن الأكل. والمذاكرة سبب للنجاح، والنجاح هو المسبب والنتيجة، وهكذا.
والله هو مسبب الأسباب، أي جاعلها بحكمته أسبابا مفضية إلى نتائجها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: هو سبحانه الحي الفعال لما يشاء العليم القدير الحكيم، الخبير الرحيم الودود، لا إله إلا هو، وكل ما سواه فقير إليه، وهو غني عما سواه، لا يكمل بغيره، ولا يحتاج إلى سواه، ولا يستعين بغيره في فعل، ولا يبلغ العباد نفعه فينفعوه، ولا ضره فيضروه، بل هو خالق الأسباب والمسببات، وهو الذي يلهم عبده الدعاء، ثم يجيبه وييسر عليه العمل، ثم يثيبه ويلهمه التوبة، ويحبه ويفرح بتوبته، وهو الذي استعمل المؤمنين فيما يرضيه، ورضي عنهم، فلم يحتج في فعله لما يحبه ويرضاه إلى سواه، بل هو الذي خلق حركات العباد التي يحبها ويرضاها، وهو الذي خلق ما لا يحبه ولا يرضاه من أعمالهم، لما له في ذلك من الحكمة التي يحبها ويرضاها (وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون) [القصص: 70]، فلا إله إلا هو (لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا) [الأنبياء: 22]. انتهى.
والله أعلم.