الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعلى وجه العموم يجوز للمسلم أن يقر بذنبه ليقام عليه الحد، ولكن هذا خلاف الأفضل، كما بينا في الفتوى: 305929. فراجعها للأهمية.
والتوبة من أعظم ما يطهر به المسلم نفسه من الذنوب، فلا يحتاج الأمر إلى إقامة الحد، قال تعالى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى {طه:82}، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه. ومن تاب من ذنبه لن يعذبه الله عليه يوم القيامة، بل قد يبدل سيئاته حسنات منة منه وفضلا، قال سبحانه: إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الفرقان:70}.
فينبغي أن يصرف المسلم همته إلى الخير، فيتعلم العلم النافع، ويعمل العمل الصالح، ويدعو إلى الله تعالى، متعاونا في ذلك مع إخوانه المسلمين، ولا يشغل نفسه بأمر إقامة الحد، خاصة وأن هذا أمر أصبح عزيزا في هذا الزمان.
ولمزيد الفائدة نرجو مطالعة الفتاوى: 10800، 1208، 12928.
والله أعلم.