الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الأصل أن يجتمع المسلمون في جامع واحد لإقامة صلاة الجمعة، هذا ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن من مقاصد إقامة الجمعة اجتماع المؤمنين كلهم، وجمع كلمتهم وتحصيل الألفة بينهم.... ليحصل التراحم والتوادد... المطلوب شرعاً.
فالأصل عدم جواز تعدد الجمعة في البلد الواحد إلا إذا ضاق المسجد بالمصلين, ولم تمكن توسعته, أو تعذر الوصول إليه لبُعده أو خيف حدوث فتنة ونحو ذلك. فتقام الجمعة حينئذ في غيره من المساجد.
وراجعي تفصيل كلام أهل العلم في هذه المسألة, وذلك في الفتويين: 137392، 23537
وبخصوص قول القائل: "ولا يجوز ترك الصلاة في المسجد القديم، ليصلي في المسجد الجديد".
فهذا ليس على إطلاقه, فإذا كانت المصلحة تقتضي نقل الجمعة إلى المسجد الجديد؛ لضيق المسجد القديم, وعدم توسعته, فإنها تنقل للجديد.
جاء في فتاوى الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى: يقول السائل: إن القرية التي هو فيها بها مسجد صغير ضيق بالناس في الجمعة، وقد بني مسجد واسع. فهل تنقل الصلاة إلى المسجد الواسع؟
هذا يرجع إلى أهل البلد، فتراجع أهل البلد، وتراجع قاضي البلد، وهو ينظر في الموضوع، فإن كان المسجد الأول لا يسع الناس انتقل إلى المسجد الثاني وصلي فيه، ولا يصلى جمعتان بدون مسوغ شرعي. اهـ.
والله أعلم.