الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحياة الزوجية نعمة من أعظم النعم التي ينبغي أن يستشعرها الزوجان، وأن يشكرا الله -عز وجل- عليها بالقيام بكل ما يؤدي لدوامها واستقرارها؛ بقيام كل من الزوجين بما يجب عليه تجاه الآخر، وأن يعرف له مكانه، ويسود بينهما الاحترام، قال تعالى: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ. [البقرة: 228 ].
ولمعرفة الحقوق الزوجية تراجع الفتوى: 27662.
والحياة الزوجية حياة تكامل وتعاون بين الزوجين، يؤدي كل منهما فيها دوره ويكمل الآخر، وقد كان المثل الأعلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خير الأزواج، فهو القائل: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي. رواه الترمذي وابن ماجه. فقد كان يعين زوجاته في خدمة البيت. روى البخاري عن الأسود قال: سألت عائشة -رضي الله عنها-: ما كان النبي- صلى الله عليه وسلم- يصنع في بيته ؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله - تعني خدمة أهله - فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة. فليكن بينكما مثل هذا التعاون، وتربية الأولاد واجبة عليكما معا.
فإن كان زوجك على الحال الذي ذكرتِ، فناصحيه بالحكمة والموعظة الحسنة في ضوء ما ذكرنا، وأكثري من الدعاء له بخير، واستعيني عليه ببعض الأخيار ممن لهم مكانة عنده، فلعله يقبل قولهم، ويستمع لنصحهم.
ومن أهم ما ينبغي أن يذكر به أمر الصلاة، فهي خير العمل، فإن أصلحها صلح معها حاله، فإنها تنهى عن الذنوب والآثام، قال تعالى: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ. [العنكبوت 45].
فإن صلح حاله، فالحمد لله، وإلا فلك الحق في طلب الطلاق للضرر، ولكن لا تعجلي للطلاق إلا إذا ترجحت مصلحته، فبينكما رحم عليكما مراعاتها، وقد رزقتما الأولاد، فإن حصل الطلاق، فقد تكون له بعض الآثار السلبية عليهم.
ولو قدر أن وقع الطلاق، وكانت هذه الطلقة الأولى أو الثانية، فالطلاق رجعي، فأنت في حكم الزوجة ما دمت في العدة تعتدين في بيت زوجك، فإذا انقضت العدة صرت أجنبية عنه، فتعاملينه على هذا الأساس، فلا تضعي حجابك عنده، ولا يخلو بك، ونحو ذلك، ولا يضر كونه معك في نفس بيت العائلة ما دمتما في شقق مختلفة.
والله أعلم.