الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دامت تلك الصناديق الاستثمارية يشرف عليها بنك إسلامي، ويعين لها فريق رقابة شرعي خاص بها؛ لكي تنضبط بالضوابط الشرعية. فلا حرج -إن شاء الله- في استثمار المال فيها، والانتفاع بما يأتي للمرء من أرباحها.
وكون المرء يتحرى الحلال فيما يكسب من علامات صلاحه واستقامته؛ فطيب المطعم من أعظم ما ينبغي للمرء أن يحرص عليه.
فقد أخرج مسلم في صحيحه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ، وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ. ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك. وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لسعد: أطب مطعمك؛ تكن مستجاب الدعوة. رواه الطبراني في الأوسط.
والله أعلم.