الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كانت القطيعة من قِبَله هو، ولم تكن منك قطيعة له، فلا إثم عليك في ذلك، ولكن الإثم عليه، وكذلك الحال بالنسبة لتبعة هذا التصرف من عدم رفع العمل يوم الاثنين ويوم الخميس، ونيل المغفرة. ولا ينبغي ترك الحال على ما هو عليه، بل الأولى السعي في الإصلاح، وإنهاء القطيعة بانتداب الفضلاء والعقلاء من الناس، فالإصلاح من أعظم القربات؛ كما سبق وأن أوضحنا في الفتوى: 50300.
ويجب بذل النصح له، وتذكيره بالله عز وجل، وبخطورة عقوق الأم وقطيعة الرحم، قال البخاري في الأدب المفرد: باب عقوبة عقوق الوالدين: عن أبي بكرة -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجَّلَ لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةُ، مَعَ مَا يُدَّخَرُ له، من البغي، وقطيعة الرحم.
ويمكن أيضا الاستفادة من النصوص المضمنة في الفتويين: 392026، 410290.
ولا تنسوا أن تكثروا من الدعاء له بصلاح الحال، والهداية إلى الصراط المستقيم، وخاصة دعاء الأم، فإنه أرجى للإجابة، ففي سنن ابن ماجه عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ثلاث دعوات يستجاب لهن، لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده.
والله أعلم.