الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت بإقبالك على التوبة إلى الله تعالى، ونسأله سبحانه أن يتقبلها منك، ويوفقك للمزيد من الطاعات، ويرزقك الإخلاص في القول والعمل، وأن يجنبك الخطأ والزلل.
ونوصيك بهذا الدعاء الذي رواه الترمذي وابن ماجه عن أنس -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يكثر أن يقول: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. فقلت: يا رسول الله؛ آمنا وبك، وبما جئت به، فهل تخاف علينا ؟ قال: نعم، إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله، يقلبها كما يشاء. وراجع لمزيد الفائدة الفتاوى: 10800، 1208، 12928.
ولا حرج عليك في الدعاء بأن ييسر الله سبحانه لهذه الفتاة الدخول في الإسلام، وأن يوفقك للزواج منها إن لم تتزوج من آخر.
وينبغي أن تجتهد في أن تبعد عن نفسك من الندم على كونك لم تتزوج منها، بل عليك أن تعلم أنه ليس لك سبيل في الزواج منها إن لم تكن عفيفة؛ لأنه لا يجوز الزواج من الكتابية الزانية؛ فقد اشترط الشرع عفافها، كما قال تعالى: وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ {المائدة:5}، أي العفيفات. ولمعرفة كيفية علاج العشق راجع الفتوى: 9360.
وننبه إلى أن على المسلم أن يبحث عن امرأة مسلمة صالحة للزواج منها، تعينه في أمر دينه فتذكره ربه إذا نسي، وتعينه إذا ذكر، وتربي أولاده على عقيدة الإسلام. وراجع الفتوى: 8757، والفتوى: 5315.
والإقامة في بلاد الكفر سبب لكثير من الفتن، فمن لم يكن به ضرورة، أو حاجة للإقامة هنالك، فالأولى به الهجرة لبلد مسلم للإقامة فيه.
والله أعلم.