الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس من حق أخيكم الأكبر ولا غيره من الورثة، منع تقسيم الميراث بحجة تنميته، ولا إنفاق شيء منه على بعض الورثة دون الآخرين.
والتركة منذ وفاة المورث، حقٌّ لجميع الورثة بدون استثناء، ويملك كل واحد منهم فيهم بقدر نصيبه الشرعي.
ولا يجوز لأحد منهم أن يأخذ فوق نصيبه الشرعي من نصيب الآخرين بدون رضا منهم.
فما يفعله أخوكم من إنفاق التركة على بعض الورثة دون الآخرين، أمر محرم. وليس لأمك ولا لغيرها ممن ينفق عليهم أن يأخذوا أكثر من نصيبهم الشرعي.
ونوصيكم جميعا بتقوى الله تعالى، والصلح فيما بينكم وتحكيم الشرع، وإن اقتضى الأمر تدخل أهل الرأي والحكمة من جماعتكم فلا باس بذلك، وإلا فلا مناص من رفع الأمر إلى المحكمة الشرعية؛ لتنصف المظلومين من الورثة، وتكف يد أخيك عن ظلمهم. وقد رُوِيَ عن عثمان -رضي الله عنه- أنه قال: إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.
والله أعلم.