الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن قصة مواساة النبي صلى الله عليه وسلم للصبي الذي مات طائره ثابتة، لكن ليس في روايتها -حسب بحثنا- ذكر جلوس النبي صلى الله عليه وسلم على ركبتيه!
فقد أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أنس، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقًا، وكان لي أخ يقال له: أبو عمير -قال: أحسبه- فطيمًا، وكان إذا جاء قال: «يا أبا عمير، ما فعل النغير»، نغر كان يلعب به.
وأخرجه أحمد في مسنده بلفظ: عن أنس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل علينا، وكان لي أخ صغير، وكان له نغر يلعب به، فمات، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فرآه حزينًا، فقال: "ما شأن أبي عمير حزينًا؟" فقالوا: مات نغره الذي كان يلعب به -يا رسول الله-، فقال: "يا أبا عمير، ما فعل النغير؟ أبا عمير، ما فعل النغير؟".
قال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث والأثر: النُّغَيْرُ: هو تصغير النُّغَرِ، وهو طائر يشبه العصفور، أحمر المنقار. اهـ.
والله أعلم.