الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فاجتهادك في مجال دراستك، وسعيك للتفوق والحصول على لقب الدكتوراه، أو غير ذلك، ليس أمرًا مذمومًا؛ فإن الله يحب معالي الأمور وأشرافها، ويكره سفسافها.
فعليك أن تحبّي ما اختاره الله لك، ولا بأس من الطموح، والسعي للأفضل، وليس هذا من الاعتراض على القدر في شيء، بل هو من منازعة القدر بالقدر.
على أننا نحب أن نبين لك أن المنافسة في الدنيا، والتحاسد عليها، ليس مما يليق بالمسلم، والأولى بالعاقل أن ينظر في أمور الدنيا لمن هو دونه؛ لئلا يزدري نعمة الله عليه، وإنما ينافس المؤمن في أمور الآخرة، فينظر إلى من هو أطوع منه لله تعالى، فيقتدي به، ويسعى لأن يسبقه، كما قال تعالى: وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ {المطففين:26}.
فعليك أن تقدري الأمور قدرها، وتضعي كل شيء في نصابه؛ لئلا تقدّمي ما أخّره الله، ولا تؤخّري ما قدّمه الله.
والله أعلم.