الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد سبق لنا أن بينا في عدة فتاوى حرمة الاستمناء، وما فيه من أضرار بدنية، ونفسية.
وما ذكرته من شدة الشهوة لا يبيح له أن يستمني، هذا هو الأصل، ولكن ذهب بعض العلماء إلى أنه يجوز الاستمناء عند خوف المرض، أو خوف الوقوع في الزنى، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: أَمَّا الِاسْتِمْنَاءُ بِالْيَدِ، فَهُوَ حَرَامٌ عِنْدَ جُمْهُورِ الْعُلَمَاءِ، وَهُوَ أَصَحُّ الْقَوْلَيْنِ فِي مَذْهَبِ أَحْمَدَ، وَكَذَلِكَ يُعَزَّرُ مَنْ فَعَلَهُ. وَفِي الْقَوْلِ الْآخَرِ هُوَ مَكْرُوهٌ غَيْرُ مُحَرَّمٍ، وَأَكْثَرُهُمْ لَا يُبِيحُونَهُ لِخَوْفِ الْعَنَتِ، وَلَا غَيْرَهُ، وَنُقِلَ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ أَنَّهُمْ رَخَّصُوا فِيهِ لِلضَّرُورَةِ، مِثْلُ أَنْ يَخْشَى الزِّنَى، فَلَا يُعْصَمُ مِنْهُ إلَّا بِهِ، وَمِثْلُ أَنْ يَخَافَ إنْ لَمْ يَفْعَلْهُ أَنْ يَمْرَضَ، وَهَذَا قَوْلُ أَحْمَدَ، وَغَيْرِهِ، وَأَمَّا بِدُونِ الضَّرُورَةِ فَمَا عَلِمْتُ أَحَدًا رَخَّصَ فِيهِ. اهــ.
وانظر المزيد في الفتوى: 130812 عن الاستمناء هل يباح للضرورة؟ والفتوى: 192009 عن أنفع ما يستعمل لإذهاب السحر، وكيفية فكه.
والله أعلم.