الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أولا أن الله تعالى حكيم، يضع الأشياء في مواضعها، ويوقعها في مواقعها، وهو سبحانه أعلم حيث يجعل رسالته، وهو أعلم بمواضع الكرامة من خلقه، ومن ثَمَّ اختصهم بما اختصهم به، وواجبنا أن نحب أنبياء الله، وأن نعلم فضلهم، وأن الله اختصهم بكرامته؛ لما امتازوا به عن غيرهم من جميل الصفات، ونبيل السجايا.
فأحِبَّ أنبياء الله، واقتد بهم في أخلاقهم وشمائلهم وصبرهم وثباتهم وعبادتهم لربهم تبارك وتعالى، وكلما عرض لك هذا الشعور، فاطرده عن نفسك باستحضار حكمة الله البالغة، وأنه تعالى هو العليم الحكيم، وأنه سبحانه ينزل كل أحد المنزل اللائق به، وأنه سبحانه لا يسأل عما يفعل لكمال حكمته وعدله.
ولا تؤاخذ على هذا الشعور ما دام مجرد حديث نفس، ولم يترتب عليه عمل قلبي من بغض الأنبياء ونحو ذلك، لكن عليك أن تتخلص من هذا بما ذكرناه من الطريق، وأن تحرص على أن تكون يوم القيامة في جملة المتبعين للأنبياء الكرام السائرين على طريقهم.
والله أعلم.