الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإننا ننصحك أولًا بأن تستشعري أن كل شيء كائن بقدر الله عز وجل، فما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، قال سبحانه: وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا {الأحزاب:38}.
وكل ما يقدره الله للمؤمن والمؤمنة خير له، روى أحمد في مسنده عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عجبت للمؤمن، إن الله لا يقضي للمؤمن قضاء، إلا كان خيرًا له.
فلا تحزني على ما فات، فقد يكون الخير في فواته، قال الله سبحانه: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
ثانيًا: عليك بالصبر فهو مفتاح لكثير من أبواب الخير، وفضائله كثيرة، وسبق بيان بعضها في الفتوى: 18103.
ثالثًا: إضافة إلى ما ذكرت من إقبالك على المزيد من الصوم، والصلاة، فعليك بالإكثار من ذكر الله عز وجل، فهذا الذكر من أفضل الزاد، وهو باعث على طمأنينة القلب، وهدوء النفس، قال تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد:28}.
رابعًا: استمري في الدعاء، وسؤال ربك أن ييسر لك الزواج من رجل صالح؛ فالدعاء من أفضل ما تحقق به المؤمنة مبتغاها، وربنا جواد كريم، أمر بالدعاء ووعد بالإجابة، فقال: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}، وانظري الفتوى: 119608، وهي عن آداب الدعاء وأسباب إجابته.
خامسًا: استعيني ببعض أقاربك وصديقاتك في البحث عن رجل صالح للزواج منه، فلا حرج شرعًا على المرأة في ذلك، كما بيناه في الفتوى: 18430.
سادسًا: هنالك تفصيل في حكم الحب قبل الزواج، سبق لنا بيانه، فنرجو أن تراجعي الفتوى: 4220.
ولمعرفة كيفية علاج العشق، انظري الفتوى: 9360.
والله أعلم.