الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن تاب توبة نصوحا بشروطها، وحسنت توبته، تاب الله عليه؛ فضلا منه ومنة. والتوبة تمحو ما قبلها، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ. رواه ابن ماجه.
بل إن الله يفرح بتوبة العبد، ويحب التوابين، ويبدل سيئاتهم حسنات، ويعود القلب بعد التوبة أقرب إلى الله، وأكثر حبا له، وشوقا إليه، وإقبالا على طاعته، واستشعارا لحلاوة الطاعة، فاجتهد في تحقيق التوبة، والإكثار من الأعمال الصالحة، وأبشر بخير.
ويمكن الاستفادة من الفتاوى التالية أرقامها: 246367 // 73956 // 54998 .
أما عن سؤالك عما ينبغي أن تفعله مع أصدقائك ممن يذكرونك بالمعصية؛ فالذي ينبغي عليك أمور، ومنها: أن تبين لهم أنك قد تبت منها إلى الله، وأنك لا تريد تذكرها، ولا الكلام حولها، وتطلب منهم عدم الحديث حولها، أو ذكرها لك، فإن أبوا، ففارق مجلسهم ذلك.
وعليك بمصاحبة أهل الخير، ومن تذكرك صحبتهم بالله تعالى، فينبهونك إذا غفلت، ويذكرونك إذا نسيت. فإن من أعظم ما يعينك على المواصلة في التوبة إزالة الأسباب التي قد تقودك إلى الوقوع في المعاصي، والرجوع إليها، من بيئة غير صالحة أو أصدقاء سوء، أو غير ذلك من أسباب.
وينبغي للتائب أن يبتعد عن أماكن المعصية التي كان يألفها، وينصرف إلى مجالسة أهل الخير، ففي صحيح مسلم في شأن قصة الرجل الذي قتل مائة نفس فدُلَّ على رجل عالم فقال له: ومن يحول بينك وبين التوبة، انطلق إلى أرض كذا وكذا، فإن فيها أناسا يعبدون الله تعالى فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك، فإنها أرض سوء.
وراجع للمزيد من الفائدة الفتويين التاليتين: 118036 // 125295.
والله أعلم.