الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كنت الأمّ تصالحت مع بنتها على حقّها من تركة أبيها في حياة الأب؛ فهذا التصالح باطل، لا اعتبار له، سواء كان ذلك في مقابل أم في غير مقابل، والأرض داخلة في تركة الأمّ، وميراث الأب حقّ لجميع ورثته، جاء في فتاوى دار الإفتاء المصرية: تنازل الشخص عن الميراث قبل موت المورث لا عبرة ولا اعتداد به؛ لأنه لا يستحق الميراث إلا بموت المورث، فلا عبرة بتنازله عن الشيء قبل استحقاقه، وموافقة بقية الورثة، أو عدم موافقتهم، لا تؤثر في ذلك، فلا اعتداد بتنازله، سواء أوافق الورثة، أم لم يوافقوا. انتهى.
أمّا إذا كان التصالح حصل بعد موت الأب ومعرفة البنت نصيبها من التركة؛ فهذا التصالح صحيح جائز، وهو بيع، والبنت لا حقّ لها في تركة أبيها، والأرض ملك لها، لا حقّ لكم فيها.
ولا إثم على الأمّ فيما قامت به، وراجع الفتوى: 6242، والفتوى: 314842
والله أعلم.