الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أنت وصديقك -هداكما الله ووفقكما- أن الدعوة إلى الله لا تحتاج إلى قوة وسلطان كما تتصور، وإنما تحتاج إلى علم نافع بما تدعو إليه، ثم رفق ولين للمدعو، وصبر على أذاه، والدعوة إلى الله من أعظم الوظائف وأشرفها؛ لأنها وظيفة المرسلين عليهم السلام.
فنصيحتنا لك ولصديقك أن يدع أحلام اليقظة، وأن يكون واقعيا يتعامل مع ما يجري حوله وفق المعطيات المتاحة.
فابدءا بتعلم العلم الشرعي؛ لتنفعا نفسيكما وأمتكما، ففي ذلك النجاة والعصمة، ثم اعملا بهذا العلم الذي تعلمتماه، ثم ادعوا إلى الله على بصيرة. متبعين الرفق واللين، صابرين على الأذى الذي ينالكما في طريق الدعوة إلى الله عز وجل.
وتمسكا بما أوجب الله وعضا عليه بالنواجذ، واستكثرا من النوافل، وتزودا منها فهي سبيل نيل محبة الله للعبد، وليكن هم كل منكما هو مرضات الله تعالى حيث كانت، فحيث استعملك الله عملت لدينه ونصرته، وفق استطاعتك وبحسب جهدك.
وأما ما ذكرته عن صاحبك من رجمه بالغيب بدعوى اليقين، فأمر لا دليل على مشروعيته، فعليه أن يجتنب هذا؛ فإن الغيب لا يعلمه إلا الله.
والله أعلم.