الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعلى هذه الفتاة أن تعلم أن اختيار الله لها، خير من اختيارها لنفسها، وأن الله تعالى أعلم بمصالحها من نفسها، كما قال تعالى: وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}، {البقرة:232}، {آل عمران:66}، {النور:19}.
وأنه تعالى أرحم بها من والدتها، وأنه تعالى هو الغني الحميد الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وأنه تعالى حكيم يضع الأشياء في مواضعها ويوقعها في مواقعها، فهو سبحانه يعطي كل أحد ما يستحقه، وما يزكو عليه ويصلح به.
فعليها أن تستسلم لحكمه، وترضى بقضائه، عالمة وموقنة أن فيه الخير والمصلحة لها، وقد أطلنا الكلام في كيفية تحصيل الرضا بمقدور الله تعالى، ونقلنا طرفا صالحا من كلام ابن القيم في هذا، وذلك في الفتوى: 409045، فلتنظر.
ومع هذا؛ فعليها أن تجتهد في الدعاء والتضرع إلى الله أن يرزقها ما تحب، فلعل الله أخر عنها هذا الرزق؛ ليسمع دعاءها وضراعتها، فهو سبحانه يحب إلحاح الملحين في الدعاء، قال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:186}.
والله أعلم.