الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالصلاة لها مكانة عظيمة في الإسلام، فهي الركن الثاني منه بعد الشهادتين، وهي أول ما ينظر فيه من أعمال المسلم، فمن حافظ عليها فاز وربح، ومن ضيعها خاب وخسر. وقد ثبت الوعيد الشديد في حق من يتهاون بها، أو يضيعها. قال الله تعالى: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ {الماعون: 4-5} وقال تعالى: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا {مريم: 59}.
والغسل من الجنابة شرط في صحة الصلاة, ولا يكفي عنه الوضوء، كما تقدم في الفتوى: 119805. وهي بعنوان" حكم صلاة الجنب بوضوء بلا غسل"
والواجب عليك الآن هو المحافظة على الصلاة, ثم قضاء جميع الصلوات التي لم تؤدها أصلا, أو صليتها, وأنت على جنابة.
وذهب بعض أهل العلم كشيخ الإسلام ابن تيمية إلى عدم وجوب القضاء لمن ترك شرطا أو ركنا من الصلاة جهلا، والراجح مذهب الجمهور. وراجع الفتوى: 109981. وعن كيفية قضاء الفوائت انظر الفتوى: 61320.
لكن لا يجب عليك قضاء الصلوات التي تركتها أصلا إلا بعد التحقق من حصول واحدة من علامات البلوغ المذكورة في الفتوى: 10024.
والله أعلم.