الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن المرء يسير إلى الله تعالى معتمداً على جانبي الشكر والصبر، ولا يمكن أن يصل الوصول المطلوب إلا إذا أتقن الجانبين معاً، فالشكر والصبر بالنسبة للمرء في سيره إلى الله تعالى كالجناحين بالنسبة للطائر حينما يريد أن يطير، ولا يوفق إلى ذلك إلا النادر القليل وما اجتمع الشكر والصبر في عبد إلا نال الخير كله، ويقع التقصير في جانب التعبد بقدر النقص الذي يلحق كل واحد منهما، فإنك ترى الرجل يطيل الصلاة بالليل، وهذا هو عين الشكر لله، فإذا خرج في الشارع نهاراً أو ليلاً لم يصبر عن النظر إلى المحرمات، وإن من المحرمات النظر إلى صور النساء العارية التي تثير الشهوات وتغضب رب البريات، وتطمس العقول، وتطغى على الأفئدة، ولتراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 27367، 27402، 30945 .
وإن الدواء النافع الذي يمكن أن يخلص الأخ المذكور مما وقع فيه يحصل له بالصبر عن المعصية، والمثابرة على الطاعة، ولزوم ركب الصالحين والتزام مجالسهم، ولمعرفة أنواع الصبر، راجع الفتوى رقم: 21554.
ولتعلم أن ما ارتكب المرء من آثام كتبت عليه، وما فعله من طاعات كتبت له، والغلبة تكون لأكثرهما يوم القيامة، ونسأل الله تعالى أن يتوب عليه وعلى جميع المسلمين والمسلمات، وأن يتوفانا وإياه على الإيمان.
والله أعلم.