الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فغسل التنظف والتبرد، لا يرتفع به الحدث الأصغر، لكن عند الحنفية يرتفع الحدث الأصغر والأكبر بهذا؛ لأنهم لا يوجبون النية في الطهارة، ولا يوجبون الترتيب في الوضوء، وكذا من مذهبهم عدم نقض الوضوء بمس الذكر.
فعلى مذهب الحنفية؛ صلاتك صحيحة في جميع الصور المسؤول عنها.
وأما المضمضة والاستنشاق، فهي سنة في الوضوء عند الجمهور -وهو ما نفتي به-.
ونحن وإن كنا نفتي بمذهب الجمهور، وهو اشتراط النية للوضوء، ووجوب الترتيب فيه، وانتقاض الوضوء بمس الفرج -كما هو موضح في الفتاوى: 319459، 111507، 365305-، إلا أننا قرّرنا في الفتوى: 125010 أن الفتوى بالقول المرجوح بعد وقوع الفعل ومشقة التدارك، مما يسوغ الأخذ به.
وعليه؛ فلك سعة في العمل بهذا المذهب، ولست بحاجة إلى الاعتماد على قول شيخ الإسلام ابن تيمية في المسألة.
ومن الواضح لنا أن لديك شيئًا من الوسواس، فإن يكن كذلك، فعليك بتجاهل الوسواس، وعدم الالتفات إليه؛ فإن الاسترسال معه يفضي إلى شر عظيم.
والله أعلم.