الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالله تعالى حكيم يضع الأشياء في مواضعها، ويوقعها في مواقعها، فهو لا يؤخر إجابة الدعاء إلا لما في ذلك من الحكمة البالغة، والعبد كلما دعا كان ذلك خيرا له، وكان دعاؤه مستجابا، لكن صورة الإجابة هي التي تختلف وفق حكمة الله تعالى، فإما أن يتحقق مطلوبه، وإما أن يصرف الله عنه من السوء مثله، وإما أن يدخر له ثواب دعوته ليوم القيامة؛ كما ورد في الحديث، وانظر الفتوى: 416107.
وإذا علمت هذا، فاستمر في دعائك، وادع وأنت موقن حسن الظن بالله تعالى، عالما أن ما يقدره هو الخير والرحمة والحكمة والمصلحة، وأن الدعاء من أهم وسائل تحقيق المطلوب، ودفع المرهوب، وأنه من قدر الله الذي يدفع به قدر الله تعالى، وارض بما يقدره، واصبر على ما يبتليك به؛ عالما أنه أرحم بك من أمك التي ولدتك، وأن في كل قضائه حكمة تبارك وتعالى.
ثم اعلم أن معصية الله من أعظم أسباب حصول الشر، وتأخير الخير، ومن أعظم المعاصي ترك الصلاة، والتفريط فيها، والتهاون بها؛ فذلك من أكبر الكبائر، وانظر الفتوى: 130853.
فلعل ما ذكرت مما كان يحصل لك هو بسبب ما كان منك من تفريط في الصلاة، وعدم الالتزام بها، فاحمد الله أن هداك إلى صوابك، وعدت إلى الالتزام بصلاتك قبل مماتك، وارج الخير من الله -تعالى-، واحذر من القنوط من رحمته، وأيقن بإجابة دعائك بعد ما التزمت بصلاتك، واستمر على طاعة الله تعالى، واجتهد في مراضيه، وداوم على دعائه سبحانه بما تريد، عالما أن الخير كله بيديه -سبحانه-، محسنا ظنك به تبارك وتعالى.
والله أعلم.