الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالجنة دار النعيم، وفيها ما تشتهيه الأنفس، من دخلها ينعم ولا يبأس، النفوس فيها راضية، والقلوب صافية، فلا غلّ، ولا حقد، ولا حسد، قال تعالى: وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ [الأعراف:43].
وعلى العاقل أن يشغل نفسه بما يقرّبه إلى الله، ويوصلّه لمرضاته ودخول جناته، وراجعي الفتوى: 133454.
فنصيحتنا لك ألا تشغلي نفسك بما لا ينفعك في دِينك أو دنياك، بل ربما أضرّ بك، وشوّش عليك، وفتح الباب للشيطان ليلقي في الصدر الوساوس والشكوك.
واشغلي نفسك بما يزيد إيمانك، ويصلح قلبك، ويجلب له السكينة، ولا تسترسلي مع وساوس الشيطان، وشبهات المبطلين حول مكانة المرأة في الإسلام، فلا ريب في عدل الله تعالى، وحكمته، ورحمته في جميع أحكامه الشرعية والقدرية، فهو سبحانه لا يظلم مثقال ذرة، وهو برّ كريم شكور محسن، سبحانه وتعالى عمّا يقول الظالمون، وتقدّس وتنزّه عمّا ينسبه إليه الجاهلون المعتدون، فعدله وفضله وإحسانه سابغ على خلقه -رجالهم ونسائهم-، ولكنّ الظالمين بآيات الله يجحدون.
وليس صحيحًا عدم ورود أحاديث فيها ذكر أجور خاصة للنساء، فقد وردت أحاديث في ذلك، فمنها: ما رواه الإمام أحمد في مسنده، عن عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت.
وفيه أيضًا عن عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تعدون الشهيد فيكم؟ قالوا: الذي يقاتل فيقتل في سبيل الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن شهداء أمتي إذن لقليل، القتيل في سبيل الله شهيد، والمطعون شهيد، والمبطون شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيد. يعني: النفساء.
وراجعي الفتويين: 278251، 271546.
والله أعلم.