الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فبغض النظر عن خصوص حال أخيك، يمكن أن يصاغ السؤال بصيغة عامة، فيقال: هل الربوبي مؤمن حقا؟
والجواب: لا، فالمرء لا يكون مؤمنا حتى يؤمن بالله، وبما أمر الله تعالى بالإيمان به، ومن ذلك: الكتب والرسل. فمن كفر بالرسل، أو بالكتب السماوية فليس مؤمنا بالله، بل إن من آمن بكل الرسل إلا رسولا واحدا فليس بمؤمن، بل هو كافر حقا، كما قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا. أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا [النساء: 150، 151].
ولا ريب في أن من كفر بالقرآن، وبرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وبدين الإسلام، أنه كافر حقا، وأنه قد خسر آخرته -والعياذ بالله-، قال تعالى: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ {آل عمران:85}.
والربوبية الحديثة ما هي إلا أحد مذاهب اللادينية، وأحد أنواع الإلحاد المعاصر، وهي اعتقاد وجود خالق للكون، ولكنه لا يتدخل في الشؤون الإنسانية، فلا يرسل رسلًا، ولا ينزل كتبًا، ولا يجمع الناس في يوم آخر ليجازيهم على أعمالهم! فهي إنكار للوحي، والنبوات، والأديان، واعتماد على العقل المجرد في تأسيس العلاقة بالخالق!
والله أعلم.