الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمشروع للمصلي فيما يسر فيه أن يسمع نفسه فحسب، ولا يزيد على ذلك، وبخاصة إذا كان بجواره من يتأذى بذلك، وقد روى أحمد والنسائي عن أبي سعيد، قال: اعتكف رسول الله صلَّى الله عليه وسلم في المسجد، فسمعهم يجهرونَ بالقراءة، فكَشَفَ السترَ فقال: ألا إنَ كُلَّكم مُناجِ ربَّه، فلا يُؤذِيَنَّ بعضُكم بعضاً، ولا يَرْفَعْ بعضُكم على بعضٍ في القراءة، أو قال: في الصلاة.
فما تفعلينه من خفض صوتك لئلا تؤذي من بجوارك، ليس من الرياء، بل هو المشروع لك، وعليك ألا تشتغلي بذلك اشتغالا زائدا يلهيك عن التدبر في أذكار الصلاة، وعودي نفسك في موضع السر أن تكون قراءتك على هذا النحو؛ لأنه الموافق للسنة.
وعليك أن تطرحي وساوس الرياء ونحوها عنك؛ فإن الاسترسال معها يفضي إلى شر عظيم.
والله أعلم.