الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج على من أوقف أرضا مقبرةً أن يُدفن فيها، كما أنه لو أوقف أرضا مسجدا فله أن يصلي فيه؛ لأن هذا وقف عام للمسلمين، وهو واحد منهم.
جاء في الموسوعة الفقهية: إِذَا وَقَفَ شَيْئًا لِلْمُسْلِمِينَ، فَإِنَّهُ يَدْخُل فِي جُمْلَتِهِمْ مِنْ غَيْرِ شَرْطٍ. مِثْل أَنْ يَقِفَ مَسْجِدًا، فَلَهُ أَنْ يُصَلِّيَ فِيهِ، أَوْ مَقْبَرَةً فَلَهُ الدَّفْنُ فِيهَا، أَوْ بِئْرًا لِلْمُسْلِمِينَ، فَلَهُ أَنْ يَسْتَقِيَ مِنْهَا، أَوْ سِقَايَةً، أَوْ شَيْئًا يَعُمُّ الْمُسْلِمِينَ، فَيَكُونَ كَأَحَدِهِمْ، وَقَدْ وَرَدَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ -رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ- أَنَّهُ سَبَّل بِئْرَ رُومَةَ، وَكَانَ دَلْوُهُ فِيهَا كَدِلاَءِ الْمُسْلِمِينَ. اهــ.
والله أعلم.