الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس في الجنة ليل ولا نهار.
قال القرطبي -رحمه الله- في تفسير قوله تعالى عن أهل الجنة: وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً (مريم: من الآية62). أي لهم ما يشتهون من المشارب والمطاعم بكرة وعشياً، أي قدر هذين الوقتين؛ إذ لا بكرة ثم ولا عشية، كقوله تعالى: غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ(سـبأ: من الآية12)، أي قدر شهر، قال معناه ابن عباس وابن جريج وغيرهما ...
وخرج الترمذي الحكيم في نوادر الأصول عن الحسن وأبي قلابة، قالا: قال رجل يا رسول الله؛ هل في الجنة من ليل؟ قال: وما هيجك على هذا؟ قال: سمعت الله تعالى يذكر في الكتاب: وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً (مريم: من الآية62)، فقلت: الليل بين البكرة والعشي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ليس هناك ليل، إنما هو ضوء ونور يرد الغدو على الرواح، والرواح على الغدو، وتأتيهم طرف الهدايا من الله لمواقيت الصلاة التي كانوا يصلونها في الدنيا، وتسلم عليهم الملائكة...
وقد ذكرنا في كتاب التذكرة: وقال العلماء: ليس في الجنة ليل ولا نهار بإرخاء الحجب وإغلاق الأبواب، ويعرفون مقدار النهار برفع الحجب وفتح الأبواب، وذكره أبو الفرج الجوزي والمهدوي وغيرهما. انتهى كلام القرطبي رحمه الله.
والله أعلم.