الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلنبدأ بما ذكرت من كون زوجك لا يصلي، فقد يكون هذا أساس البلاء؛ فشأن الصلاة عظيم، فهي أول الأركان العملية، وأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة من أعماله، وهي الصلة بين العبد وربه، فماذا يتوقع لمن يقطع هذه الصلة ويسخط ربه؟!!!
هذا، مع العلم بأن بعض العلماء ذهب إلى كفر تارك الصلاة وخروجه من الإسلام ولو كان تركه لها تهاوناً، وفي المسألة خلاف، بيناه في الفتوى: 1145.
وإن من أخطر عقوبات ترك الصلاة ما ذكره ابن القيم في كتابه: الجواب الكافي حيث قال: سوء الخاتمة، والمعيشة الضنك؛ لعموم قوله تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى {طه:124}. اهـ.
ولذلك لا يبعد أن تكون الحالة النفسية السيئة التي عليها زوجك بسبب هذا الذنب العظيم من حيث لا يشعر، ولا يكون لذلك علاقة بشيء من السحر ونحوه. ولذلك فالواجب أن ينصح بتقوى الله، والتوبة والرجوع إليه، وينبغي أن يكون النصح من بعض الفضلاء وأهل العلم والخير ممن يرجى أن يستجيب لقوله، هذا بالإضافة للدعاء له بالتوبة والهداية إلى الصراط المستقيم.
والمقصود من هذا كله أن الأمر قد يرجع لأسباب عادية، ولكن إن غلب على الظن أن يكون هنالك سبب غير عادي من السحر ونحوه، فينبغي رقيته بالرقية الشرعية، ولمزيد الفائدة يمكن مراجعة الفتاوى: 7970، 5252، 4310.
وقراءة سورة البقرة في البيت من أسباب علاج السحر ومحاربة السحرة والشياطين.
وما حدث من زوجك ليس له علاقة بذلك، فلا ينبغي أن تتركي قراءتها، بل الأولى الاستمرار في قراءتها حتى يتحقق المقصود من إبطال السحر إن وجد، وإن لم يوجد ففي قراءتها تحصين للبيت من شر شياطين الإنس والجن بإذن الله -تعالى-، روى مسلم في صحيحه عن أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: اقرءوا سورة البقرة؛ فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة.
قال معاوية: بلغني أن البطلة: السحرة. ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، فلا يقول إلا حقا.
وإذا ثبت أن زوجك مسحور، وأن سحره هو سبب تفريطه في الصلاة. فاصبري عليه، واعملي على إعانته في أمر العلاج.
وأما إن كان تركه الصلاة بتفريط منه واستهانة بالصلاة، فلا خير لك في البقاء في عصمته، ففارقيه بالطلاق أو الخلع.
قال البهوتي -الحنبلي- في كشاف القناع: وإذا ترك الزوج حقًّا لله تعالى، فالمرأة في ذلك مثله، فيستحبّ لها أن تختلع منه؛ لتركه حقوق الله تعالى. اهـ.
والله أعلم.