الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فهذه القراءة رواها ابن أبي حاتم في تفسيره، عن مجاهد قال: في قراءة عبد الله: {وحللنا عنك وقرك}. كما ذكر السيوطي في الدر المنثور.
وقال الطبري في تفسير هذه الآية: وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ {الشرح:2}: يقول: وغفرنا لك ما سلف من ذنوبك، وحططنا عنك ثقل أيام الجاهلية التي كنت فيها، وهي في قراءة عبد الله - فيما ذُكر -: (وَحَلَلْنا عَنْكَ وِقْرَكَ). اهـ.
وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: وفي حرف ابن مسعود: {وحللنا عنك وقرك}. وفي حرف أُبيٍّ: {وحططنا عنك وقرك}. وذكر أبو عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم صوّب جميعها. اهـ.
وذكر هذه القراءة عن ابن مسعود جماعة من المفسرين من غير إسناد، كالسمعاني، ومكي بن أبي طالب، والقرطبي، والماوردي.
وقال ابن جني في (المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات): قرأ أنس فيما رواه أبان عنه: {وحططنا عَنْكَ وِزْرَكَ} ... اهـ.
ومثل هذه القراءات غير المتواترة لو صح إسنادها إلى ابن مسعود، أو أنس، أو أبي بن كعب، أو غيرهم من الصحابة، فإنها تكون قراءة تفسيرية، أو شاذة، يستفاد منها في بيان المعنى، واستنباط الأحكام، ولكنها لا تتلى، ولا تكتب في المصاحف؛ لفقدها شرط التواتر، وراجع في ذلك الفتويين: 50747، 201538.
والله أعلم.