الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فاعلم أن العبد مهما أذنب، ثم تاب توبة صحيحة؛ فإن الله يقبل توبته، بل ويفرح بها، قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.
قال ابن رجب في تفسيره بعد ذكر بعض النصوص الشرعية الدالة على قبول التوبة: وظاهر النّصوص تدلّ على أنّ من تاب إلى الله توبة نصوحًا، واجتمعت شروط التّوبة في حقّه، فإنّه يُقطع بقبول الله توبته، كما يُقطع بقبول إسلام الكافر إذا أسلم إسلاما صحيحا، وهذا قول الجمهور، وكلام ابن عبد البر يدلّ على أنّه إجماع. اهـ
وقد ذكرنا شروط التوبة في الفتوى: 53431.
أما عن وقت قبول التوبة؛ فالظاهر أنه من وقت التوبة المستجمعة للشروط؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه. رواه مسلم، وقوله: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه والطبراني في المعجم الكبير.
والله أعلم.