الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمسح الأذنين سنة لا واجب في قول الجمهور، والمطلوب فيه مسح ظاهر الأذن وباطنها، دون المبالغة عند إدخال الأصبعين الى الصماخ، وكيفما مسحهما المتوضئ أجزأه.
جاء في الفقه على المذاهب الأربعة للجزيري: وإذا مسحهما بأي كيفية أخرى أجزأه. انتهى.
وهذا الأثر الذي ذكرت بقاءه على أصابعك من مسح الأذنين لا يؤثر على وضوئك، ولا يلزمك غسلهما بالصابون بعده أثناء الوضوء، وإن رأيت على أصبعيك شيئا من الشمع، فيكفي مسحهما بمنديل، أو بأيّ مزيل.
وعلى كلٍ، فلا علاقة لذلك بغسل الرجلين؛ لأن الماء يصل الرجل قبل إمرار اليد عليها؛ ولذا لو كان بأصبعك أثر من الشمع، وصببت الماء على الرجل، وأمررت اليد، فقد وصل المال حينئذ. وبالتالي، فالوضوء صحيح.
ولا بد من الحذر من الوسوسة، أو الاسترسال مع الشكوك المتعلقة بهذا الأمر أو غيره، بل لا بد من الإعراض عنها.
وليعلم المرء أنه كما يحرص على الإتيان بالمطلوب على وجهه، ويخاف من التقصير مما يدفعه للمبالغة والتحري، فلا بد أن يحذر من الغلو والتنطع؛ لما روى مسلم وغيره أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: هلك المتنطعون... قالها ثلاثاً.
والله أعلم.