الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمن كان ببلدك من العلماء المتقنين، فينبغي أن تستفيد منه في فنه، بل تأخذ عنه ما هو متقن فيه، وموافق لأهل السنة، وتدع ما سوى ذلك.
وأما الكتب التي تقرؤها: فكلها حسنة جميلة، سوى أن الذي ينبغي هو الترقي من الأدنى إلى الأعلى، فتتقن أولا عقيدة أهل السنة مع الثلاثة الأصول، وكتاب التوحيد؛ ثم تقرأ بعد ذلك الطحاوية، والسفارينية.
وأما الفقه: فابدأ بالمختصرات؛ ككتاب الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، ثم خذ متنا مذهبيا كدليل الطالب، أو زاد المستقنع، وأتقنه إتقانا تاما، ثم اشرع بعد ذلك في المطولات,
وأما الأصول: فالبدء بمتن الورقات حسن، ثم تترقى بعد ذلك إلى ما هو أوسع، وكتاب أيسر التفاسير كتاب جيد في التفسير، فإذا أنهيته فيمكنك أن تقرأ تفسير ابن كثير والبغوي ثم تترقى إلى ما هو أوسع، وعليك ألا تهمل جانب الأخلاق والتزكية، فاقرأ مختصر منهاج القاصدين، والداء والدواء لابن القيم.
وابدأ في الحديث بحفظ الأربعين النووية، ثم عمدة الأحكام، ثم بلوغ المرام مع مطالعة الشروح السهلة لهذه الكتب.
وفي النحو تبدأ بشرح المقدمة الآجرومية لمحيي الدين عبد الحميد، ثم شرح القطر لابن هشام.
واحرص على تحصيل الإخلاص في قولك وعملك، ولزوم دعاء الله تعالى، وسؤاله أن يوفقك ويسددك.
ولو اعتنيت بالمكتبة الصوتية المسموعة للشيخ ابن عثيمين رجونا أن يكون في ذلك نفع كثير لك -إن شاء الله-.
والله أعلم.