الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد ذكرنا في فتاوى سابقة أن الأصل عدم جواز لبس ما فيه صور لذوات الأرواح، حيوانات كانت أو بشرا، وسواء كان ذلك في الصلاة، أو في غيرها، وانظري الفتويين: 174635، 135146.
ولكن قد نص بعض أهل العلم على أن تلك الصور إن كانت في موضع يفترش، أو يوطأ عليه، أو يتكأ؛ كالتي في الجوارب، والوسائد، ونحو ذلك؛ فلا بأس بها.
قال تقي الدين ابن تيمية في شرح العمدة: ولا يجوز لبس ما فيه صور الحيوان من الدواب، والطير، وغير ذلك، ولا يلبسه الرجل، ولا المرأة، ولا يعلق ستر فيه صورة، وكذلك جميع أنواع اللباس، إلا الافتراش؛ فإنه يجوز افتراشها. هذا قول أكثر أصحابنا، وهو المشهور عن أحمد. انتهى.
وقال ابن قدامة في المغني: فَإِنْ رَأَى نُقُوشًا، وَصُوَرَ شَجَرٍ، وَنَحْوَهَا، فَلَا بَأْسَ بِذَلِكَ؛ لِأَنَّ تِلْكَ نُقُوشٌ، فَهِيَ كَالْعَلَمِ فِي الثَّوْبِ. وَإِنْ كَانَتْ فِيهِ صُوَرُ حَيَوَانٍ، فِي مَوْضِعٍ يُوطَأُ أَوْ يُتَّكَأُ عَلَيْهَا، كَاَلَّتِي فِي الْبُسُطِ، وَالْوَسَائِد، جَازَ أَيْضًا. انتهى.
وعلى هذا القول يجوز لك أن ترتدي هذه الجوارب في الصلاة، وفي غيرها، لكن الأحوط أن تبتعدي في المستقبل عن شراء جميع أنواع الثياب التي فيها صور لذوات الأرواح.
والله أعلم.