الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فشكر الله لك حرصك على هداية الخلق.
ولا حرج عليك في الدعاء لهم بأعيانهم، وليس في ذلك اعتراض على قدر الله تعالى؛ إذ هدايتهم ممكنة، وليس الدعاء بهدايتهم دعاء بمستحيل حتى يكون ممنوعًا، ولبيان ضابط الاعتداء في الدعاء المنهي عنه، انظري الفتوى: 416107.
وليس لك أن تشترطي على الله تعالى أن يجيبك على وجه معين من وجوه الإجابة؛ فالأمر له -سبحانه-، وهو يفعل ما تقتضيه حكمته، وإنما نحن ندعو، ونبذل وسعنا في الأخذ بالأسباب، ونفوّض جميع الأمور إليه -سبحانه-؛ إذ هو العالم بالمصالح، ومآلات الأمور، والله يعلم وأنتم لا تعلمون.
فادعي بما شئت، وأنت مثابة على دعائك، ونيتك الطيبة، ثم اتركي أمر ماهية الاستجابة لما تقتضيه حكمة الرب جل وعلا.
والله أعلم.