الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا عظم فتنة الرجال بالنساء، وأن الشرع قد وضع حدودًا للتعامل بينهما؛ وذلك لأجل ما هو مركوز في غريزة كل منهما من الميل للآخر، وحذرًا مما يمكن أن يقود إلى الفتنة، فيمكن مطالعة الفتوى: 33105.
وقد شدد الفقهاء أيما تشديد في كلام المرأة مع الرجال، وخاصة الشابة، ونقلنا نصوصهم في ذلك في الفتوى: 21582.
فاستمرارك في المحادثة مع هذه الفتاة، لا يجوز، والدراسة لا تسوّغ لكما ذلك؛ فالواجب التوبة والانتهاء عن ذلك تمامًا.
وقد أصبت في تسميتك ما قمت به من البحث أنه فضول، فهو كذلك، وقد ثبت في سنن الترمذي، وسنن ابن ماجه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.
فلو أنك شغلت نفسك بما يعنيك، لكنت في عافية من هذه الهموم والهواجس.
وما ينشر في الفيسبوك متاح ليطلع عليه الجميع، فليس فيما فعلت تتّبع لزلاتها، ولست ظالمًا لها بما فعلت، ولكن يجب عليك قطع كل علاقة معها.
وإن تيسر لك في مستقبل الأيام الزواج منها، فذاك، وإلا فسيكون لكل منكما ما قدّر له.
والله أعلم.