الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد أوصى الله سبحانه وتعالى في كتابه بالجار، فقال: وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا {النساء:36}، وقال -صلى الله عليه وسلم-: ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه. متفق عليه، وقال -عليه الصلاة والسلام-: والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، من لا يأمن جاره بوائقه. متفق عليه، وقال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يؤذِ جاره. متفق عليه.
فعليك أن تحسن إلى جارك قدر المستطاع، ولا تجوز لك مقاطعته في السلام أكثر من ثلاثة أيام؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخوانًا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث. متفق عليه.
حتى لو أحسست أنه يتحاشاك بسبب ما حصل بينكما، فلا يمنعك ذلك أن تسلّم عليه إذا لقيته؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: .. يلتقيان فيعرض هذا، ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام. متفق عليه.
وعليك أن تسعى إلى إصلاح ما بينك وبينه، وتعتذر إليه عما بدر منك، وتسترضيه؛ فذلك خير وأعظم أجرًا عند الله تعالى، حيث قال -جل وعلا-: وَالصُّلْحُ خَيْرٌ {النساء:128}، وقال تعالى: فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللِه {الشورى:40} .
ولمزيد من الفائدة، انظر الفتويين: 36092، 46583.
والله أعلم.