الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فجميع ما ذكرته أمر حسن جميل، والفكرة في أسماء الرب وصفاته، ومعرفة قوته وضعف الإنسان؛ وغناه وفقر الإنسان؛ كل ذلك من أعظم أسباب زيادة الإيمان، وهو من الأسباب الجالبة لمحبة الله تعالى، قال ابن القيم في بيان الأسباب الجالبة لمحبة الله تعالى: الْخَامِسُ: مُطَالَعَةُ الْقَلْبِ لِأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ، وَمُشَاهَدَتُهَا، وَمَعْرِفَتُهَا، وَتَقَلُّبُهُ فِي رِيَاضِ هَذِهِ الْمَعْرِفَةِ وَمَبَادِيهَا، فَمَنْ عَرَفَ اللَّهَ بِأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ: أَحَبَّهُ لَا مَحَالَةَ؛ وَلِهَذَا كَانَتِ الْمُعَطِّلَةُ وَالْفِرْعَوْنِيَّةُ وَالْجَهْمِيَّةُ قُطَّاعَ الطَّرِيقِ عَلَى الْقُلُوبِ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْوُصُولِ إِلَى الْمَحْبُوبِ. انتهى.
فمن أنفع الفكرة التفّكر في أسماء الرب وصفاته، وهو من تدبّر القرآن المأمور به؛ لأن القرآن مملوءٌ بذكر أسماء الرب تعالى وصفاته، فتدبّر ذلك، وإعمال الفكرة فيه؛ من أعظم ما يزيد به الإيمان، ويجلب محبة الرحمن.
والله أعلم.