الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن هذا الشاب أجنبي عنك، فما فعله من التلميح بإعجابه بك سواء بالقول أو بالفعل، أمر لا يجوز، وقد أحسنت بعدم مجاراته في هذه التصرفات. ولو أن له رغبة في الزواج منك، لم يكن له أن يفعل ما فعل؛ لأن هذا قد يكون بابا للفتنة والفساد.
والأصل أن تكون المرأة مطلوبة وليست طالبة، فإن كان راغبا في الزواج منك، كان ينبغي له أن يتقدم إلى وليك لخطبتك.
ولا تأسفي على كونك قد فاتك أمر الزواج منه؛ فالزواج من الرزق، وسيأتيك ما كتب الله لك منه، قال تعالى: وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا.... {هود:6}، وقال سبحانه: وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا {الأحزاب:38}.
ففوضي أمرك لله، والتجئي إليه بتضرع، وسليه أن يقدر لك الخير، واستعيني بأقربائك وصديقاتك في البحث عن الزوج الصالح. فكما قرأت، يجوز شرعا للمرأة البحث عن الزوج الصالح، وعرض نفسها على من ترغب في زواجه منها، وراجعي في ذلك فتوانا: 18430.
وهذا الأمر وإن كان جائزا شرعا -نعني عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح- إلا أنه ليس غريبا أن يحمل المرأة حياؤها على أن لا تقدم على هذه الخطوة، ولا يعني ذلك بحال عدم نضج المرأة، بل على العكس من ذلك، فهو دلالة وعي.
ومن حق هذا الشاب أن يتزوج ممن يشاء من النساء، ونرجو أن تهوني على نفسك، ولا تتعبيها بالتفكير في أمر زواجه من غيرك؛ ولا يلزم أن يكون قصده بذلك إغاظتك، أو ما وصفته بإحراق قلبك.
وإذا كان قلبك قد تعلق به، فالعشق له علاج سبق بيانه في الفتوى: 9360.
والله أعلم.