الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يجزيك خيرًا على الحرص على الكسب الحلال الذي لا شبهة فيه، وحرصك أيضًا على النكاح، وإعفاف نفسك.
والمرجو أن يغنيك الله من فضله، وييسر لك أمر النكاح، فهو القائل سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:2}، وثبت في مسند أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنك لن تدع شيئًا اتقاء الله، إلا أعطاك الله خيرًا منه.
فاستعن بالله، وتضرّع إليه، وسله التوفيق، وابذل الأسباب في البحث عن العمل، مستعينًا بمن تثق بهم من أقربائك وأصدقائك.
والفقر ليس مانعًا شرعًا من النكاح، بل هو من أسباب الغنى، كما ثبتت بذلك نصوص الكتاب والسنة، وسبق بيان ذلك في الفتوى: 7863.
فللفقير أن يقدم على النكاح؛ بشرط إخبار المرأة بذلك، كما بينا في الفتوى: 259816.
والأمر لهذه المرأة أن ترتضي إتمام النكاح، أو أن تطلب فسخه.
وأنت في خير كثير ما دام لديك المسكن الذي يمكنك أن تُسْكِن فيه زوجتك.
فإذا اجتهدت في البحث عن عمل، فلا نظن أنك تعدم سبيلًا تكتسب منه المال الذي تؤدّي به واجب النفقة.
والله أعلم.