الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن معرفة المسلم لما وقع فيه من خطأ، وأنه في حاجة إلى سلوك السبيل الصحيح، دليل على حياة القلب، وقد يكون البداية الحقيقية للتصويب، والرجوع للحق، والتمسك به، وهنالك جملة أمور يمكن أن تعينك في هذا السبيل، ومن ذلك:
أولا: التوجه إلى الله تعالى، والتضرع إليه، والانكسار بين يديه، وهو سبحانه قد أمر بالدعاء، ووعد بالإجابة في قوله: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}. وراجع الفتوى: 119608.
ثانيا: قوة العزيمة والإرادة، والصدق مع الله تعالى، فإنه لا يخذل من يصدقه، وقد قال سبحانه: طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ {محمد:21}. وسبق في الفتوى: 111149 بيان كيفية تحقيق الصدق مع الله عز وجل.
ثالثا: المبادرة للتوبة النصوح، وخاصة فيما يتعلق بعدم المحافظة على الصلاة، فترك الصلاة من أكبر الكبائر، ويجب على تاركها أن يبادر إلى التوبة قبل أن يفجأه الموت، وسبق بيان شروط التوبة في الفتوى: 5450.
وينبغي أن تسعى في تحصيل ما يعين على الثبات على سبيل التوبة والاستقامة، ويمكن الاستفادة من بعض التوجيهات التي ضمناها الفتاوى: 10800، 1208، 12928.
رابعا: إن كانت زوجتك هذه لا تعفك، فمن الخطأ أن تسلك السبل الخاطئة في إشباع غريزتك الجنسية، وهنالك من السبل المشروعة التي يمكن أن تحقق بها ذلك، ومنها أن تتزوج من أخرى، وقد نص أهل العلم على أن من لا تعفه زوجة واحدة، ويخشى الوقوع في الزنا يجب عليه الزواج من أخرى إن أمكنه ذلك، وانظر الفتوى: 324304.
وننبه إلى أنه ليس من حق الوالدين إلزام ابنهما بالزواج من امرأة لا يرغب في الزواج منها، وتراجع الفتوى: 20319.
وإن أساءت أمك في حقك، فليس من حقك الإساءة إليها، والدعاء عليها؛ فهذا منكر عظيم، وعقوق لها، تجب عليك التوبة منه. وراجع الفتوى: 4296.
والله أعلم.