الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا شك في أنك بالعقد لك على هذه الفتاة، قد صارت زوجة لك، فيحل لك معها ما يحل للزوج مع زوجته، ومن ذلك التواصل بينكما، وتبادل المشاعر، والسؤال، وتفقد الحال.
وما ذكرت عنها من عدم اهتمامها بك، أو سؤالها عنك؛ قد لا يعني بحال عدم رغبتها فيك، ونحو ذلك؛ بل يمكن أن يكون الحياء هو المانع لها من القيام بذلك، أو ما يسود في المجتمع من أعراف.
فوصيتنا لك أن تهون على نفسك، وأن تتحرى، ولا تعجل لأمر الفراق. وننصح بالتفاهم معها، ومع أهلها لمعرفة ما إن كانت لديهم رغبة حقيقة في فراقها، أم أن الذي دعاهم لذلك ما سبق، وأن ذكرت لأمها من أن الأفضل الانفصال.
وسبق أن بينا أن المرأة قبل الدخول بها طاعتها لوليها لا لزوجها، فيمكنك مطالعة الفتوى: 127029، فلا تعتبر زوجتك ناشزا بعدم تواصلها معك على الوجه الذي ترغب فيه أنت.
والأصل عدم جواز طلب المرأة الطلاق لغير مسوغ شرعي، وسبق بيان مسوغات طلب الطلاق في الفتوى: 37112.
فإن طلبت زوجتك الطلاق لغير مسوغ شرعي؛ فلك الحق في أن تمتنع عن طلاقها، حتى تفتدي منك. وراجع الفتوى: 93039، والفتوى: 6655.
وأما الطلاق نفسه؛ فانظر في الأمر، فإن تبين أن هنالك ما قد يعيق ديمومة الزواج في المستقبل، فالأفضل المصير إليه، فالطلاق قبل الدخول أهون وأضعف أثرا من الطلاق بعد الدخول.
وعنادها إن كان بعدم طاعتها لك، فقد علمت أنها لا تجب عليها طاعتك، ما دامت في بيتها، ولم تدخل بها، فلا تأثم بذلك.
وأما التكبر؛ فإن كان المقصود به الاحتقار ونحوه، فهذا لا يجوز، وتأثم به؛ سواء قامت به معك أم لا. روى مسلم عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر. قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة، قال: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق، وغمط الناس.
والله أعلم.