الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب في كون ما وقع بينك وبين هذه المرأة منكر شنيع؛ فالزنا شر سبيل، وأخبث طريق، وهو جرم عظيم، وكبيرة من كبائر الذنوب التي تجلب غضب الله، ولا سيما إذا وقع من محصن، فالإثم حينئذ أشد، والجرم أعظم، وتزداد البلية سوءا وخبثا إذا كانت المزني بها ذات زوج، لما ينضاف إلى إثم فاحشة الزنى من انتهاك لعرض زوجها وإفسادها عليه؛ فهذا من أعظم الجرائم وأقبح المعاصي.
ومع ذلك؛ فمن سعة رحمة الله أنّه يقبل التوبة الصادقة مهما عظم الذنب، فإن كنتما تائبين إلى الله -تعالى- توبة صادقة مما وقعتما فيه من الفاحشة؛ فاثبتا على توبتكما، واستقيما على طاعة الله -تعالى- وأبشرا بقبول التوبة والعفو من الله تعالى.
وإذا كان فعلك هذا هو الذي أفسد المرأة على زوجها، أو ساعد في ذلك، فاعلم أن كثيرا من أهل العلم يرى عدم صحة زواج المخبب بمن خببها على زوجها معاملة له بنقيض قصده، لكن إن كنت تزوجت بها زواجا مكتمل الشروط والأركان؛ فلا حرج في عملك بقول من يصحح هذا الزواج، خاصة أنك ذكرت أنه قد مضى عليه سنوات.
هذا ونؤكد عليك الوصية بتجديد التوبة كل حين، والإكثار من الاستغفار، والمداومة على الأعمال الصالحة.
ولمزيد من الفائدة، راجع الفتاوى: 58250، 2656،7895، 199913.
والله أعلم.