الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان هذا الشخص قد تحرش بمحارمه، فلا شك في أن هذا أمر خطير، ولكن من تاب من ذنبه، تاب الله عليه مهما عظم هذا الذنب، فمغفرته -سبحانه- أعظم، وهو القائل: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى {طه:82}. وروى ابن ماجه عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: التائب من الذنب، كمن لا ذنب له.
وإن كان الحال على ما ذكرت من أن أهله يقومون بالتشهير به بعد توبته، فقد أتوا منكرا عظيما؛ فالستر على مثله واجب، وانظر الفتوى: 146575.
وأمر غضب الله غيب لا يعلمه إلا الله، وهذا الشخص قد تاب، ومن تاب عفا الله عنه -كما ذكرنا- ولكن هذا الأذى الذي يصدر منهم تجاهه لن يضيع سدى، فإن لم يتوبوا إلى الله -تعالى- ويستسمحوا هذا الشخص، فإن القصاص يوم القيامة بالحسنات والسيئات. وراجع الفتوى: 72962.
ومن أهم ما نوصيه به أن يبذل لأهله النصح بأسلوب طيب، ويذكرهم بخطورة ما يفعلون من التشهير به.
فإن انتهوا عن ذلك، وتابوا إلى الله وأنابوا، فالحمد لله، وإن استمروا على ما هم عليه، جاز له أن يهجر إخوته وأخواته إن رجا من ذلك مصلحة راجحة، وأن يكون الهجر زاجرا لهم. فإن خشي أن يزيدهم عنادا، فليدع الهجر، وليجتهد في تأليف قلوبهم.
ولا يجوز له أن يهجر أباه بحال، بل عليه أن يترفق به، ويعمل على مداراته عسى أن يكون ذلك عونا له على التأثير عليه وتغيير حاله، والاستعانة به على إخوانه وأخواته. ولمزيد الفائدة، انظر الفتوى: 21837، والفتوى: 342412.
ونوصيه أن يكثر من الدعاء بأن يصلح الله -عز وجل- من حال أهله، ويرزقهم الرشد والصواب، وعليه أن يكثر من سؤال الله العافية من كل بلاء، عسى أن يحول ذلك دون فضيحته عند زوجته وأولاده، وفي الفتوى: 221788 ذكرنا مجموعة من الأدعية المتضمنة سؤال الله العافية.
والله أعلم.