الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فحديث دنو الشمس من الخلائق، إنما يُشكِل لو كان حدث هذا في الدنيا. وأما الآخرة فأحكامها وأحوالها مختلفة لا تشبه الدنيا لا من قريب ولا بعيد!
وحسبك أن تقرأ قول الله تعالى: يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ [إبراهيم: 48].
فكذلك الناس يبعثون يوم القيامة بأحوال تختلف عن أحوالهم في الحياة الدنيا، فهذا الفاجر أو الكافر يعذب بأشياء لا تمكن معها الحياة في الدنيا. وأما في الآخرة فتجتمع عليه أسباب الموت بحذافيرها، ويبقى حيا ليذوق العذاب، كما قال تعالى: وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ [إبراهيم: 17]، وقال سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا [النساء: 56].
والله أعلم.