الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالذي نراه للسائل أن يتجنب مثل هؤلاء الأشخاص، ما أمكنه ذلك. فإن تعامل معهم، فليكن ذلك بالعدل كما أمر الله، فقال: فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ [البقرة: 194] وقال: وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ [النحل: 126].
وهذه المثلية لا تتحقق بضرب الشاتم، بل لا تتحقق بالزيادة على شتم الشاتم، قال الحافظ ابن رجب في شرح حديث لبيك: العُدوان: هو مُجاوزة الحدود وتعديها فيما أصلُه مباح، مثل أنْ يكون له عند أحدٍ حقٌّ من مال أو دم أو عرض، فيستوفي أكثر منه. فهذا هو العُدوان، وهو تجاوز ما يجوز أخذه فيأخذ ما له أخذه وما ليس له أخذه، وهو من أنواع الربا المحرَّمة. وقد ورد: السَّبَّتَان بالسَّبة ربا. اهـ.
وقد روى أبو داود في سننه من حديث أبي هريرة مرفوعا: إن من أكبر الكبائر استطالة المرء في عرض رجل مسلم بغير حق، ومن الكبائر السبتان بالسبة. وصححه الألباني في صحيح الترغيب.
قال الصنعاني في شرح الجامع الصغير: أي مقابلة من سبك بكلمة واحدة من السب بالسبتين، وإنه جور وظلم، إنما يباح لك من العقاب ما قال الله تعالى: وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ. اهـ.
وقال العظيم أبادي في عون المعبود: أي سبتان عوض سبة واحدة، مثلا قال رجل لآخر: يا خبيث. فأجابه: يا خبيث يا ملعون. اهـ. وانظر للفائدة الفتوى: 54580.
والله أعلم.