الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فليس بالضرورة أن يكون بيض القمل حائلًا، إلا إذا كان كثيرًا، بحيث يحول دون وصول الماء للبشرة.
ومن ابتلي بذلك، وبلغ به إلى أن حال دون وصول الماء؛ فيلزمه إزالته؛ حتى يصح غسله، لكن إن تعذر ذلك، فهو معذور، وغسله صحيح -إن شاء الله تعالى-، جاء في تحفة المحتاج لابن حجر الهيتمي: ذَكَرُوا فِي الْغُسْلِ أَنَّهُ يُعْفَى عَنْ بَاطِنِ عَقْدِ الشَّعْرِ: أَيْ: إذَا تَعَقَّدَ بِنَفْسِهِ. وَأُلْحِقَ بِهَا مَنْ اُبْتُلِيَ بِنَحْوِ طُبُوعٍ لَصِقَ بِأُصُولِ شَعْرِهِ؛ حَتَّى مَنَعَ وُصُولَ الْمَاءِ إلَيْهَا، وَلَمْ يُمْكِنْهُ إزَالَتُهُ. انتهى.
وقال البكري في إعانة الطالبين: فلو انعقدت لحية المتوضئ غير الكثة، لم يجب غسل باطنها، وألحق به من ابتلي بنحو طبوع فيها؛ حتى منع من وصول الماء إلى أصولها، ولم يمكن إزالته، فيعفى عنه، ولا يجب غسل باطنها. انتهى. وقال بعدها: (قوله: طبوع) بوزن تنور، وهو بيض القمل. انتهى.
وعليه؛ فإنه من المعفو عنه؛ لعسر الاحتراز منه.
والله أعلم.